زراعة الموالح … ملف كامل عن الحمضيات والموطن وطرق تحسين الأصناف

زراعة الموالح

في هذا المقال إليك ملف كامل عن زراعة الموالح أو الحمضيات والموطن وطرق تحسين الأصناف والظروف البيئية الملائمة للزراعة والأضرار الناجمة عن ارتفاع أو انخفاض الحرارة. وتوزيع انواع الموالح ومناطق تركيزها في جمهورية مصر العربية.

الموالح أو الحمضيات تطلق على مجموعة من أشجار الفاكهة، تتميز بوجود عدد من الغدد الزيتية بالأوراق؛ والتي تكسبها رائحة مميزة لكل نوع من هذه الفواكه، وقد سميت هذه المجموعة بالموالح نسبة إلى الليمون وتتبع الموالح عائلة( السذبية Rutaceae ).

موطن الموالح الأصلي 

يعتقد أن الموطن الأصلي للموالح المناطق الاستوائية، وتحت الاستوائية في جنوب شرق آسيا أي الهند والهند الصينية وجنوب الصين،  ومن هناك انتشرت إلى أجزاء العالم الأخرى، وعموما تنتشر زراعة الموالح بين خطى عرض 35ْشمالا وجنوبا، وتعتبر النهاية الصغرى للحرارة السائدة في منطقة ما من العالم من أهم العوامل التي تحدد نجاح أو عدم نجاح زراعة الموالح في تلك المنطقة، وهذه النهاية الصغرى تتوقف على خط العرض والارتفاع من سطح البحر والقرب من أسطح مائية، وعموما تجود زراعة الموالح في المناطق التي تتميز بالمناخ المعتدل، أو الصيف الحار الجاف الطويل، والشتاء المعتدل الممطر، ولا ينصح بزراعتها في المناطق المعرضة لفترات صقيع طويلة المدى،  ولا في المناطق ذات الحرارة المرتفعة الخالية من الغيوم؛ فيما عدا الجريب فروت الذي يتحمل هذا المناخ القاسي، وتعتبر الموالح محصول الفاكهة الرئيسي في مصر.

القيمة الغذائية لثمار الموالح

تعتبر ثمار الموالح ذات أهمية كبيرة في تغذية الإنسان، فرغم احتواء الثمار على نسبة بسيطة من المواد الغذائية الرئيسية المولدة للطاقة، وهى الكربوهيدرات والبروتين والدهون، إلا أن قيمتها الطبية والصحية عالية جداً، فالثمار غنية بالأملاح المعدنية اللازمة لجسم الإنسان، مثل الكالسيوم والبوتاسيوم وتعتبر الموالح من أحسن المصادر الغذائية لها، والثمار غنية بفيتامين ج”، وكذلك تعتبر الثمار من مصادر استخراج البكتين الذي يدخل في كثير من الصناعات الغذائية الأخرى، وكذلك قشور الثمار والازدهار والأوراق الصغيرة من أهم المصادر لاستخراج الزيوت العطرية؛ والتي تستخدم بكثرة في صناعة الروائح العطرية وأدوات التجميل، وكذلك تعتبر الثمار من مصادر فيتامين (B1) وفيتامين (D2) والريبوفلافين.

التحليل الكيميائي لثمرة البرتقال 

يكون لب الثمرة حوالي 60_84%من وزنها الكلى.

ويحتوى كل 100 جرام على ما يلي :-

  • كربوهيدرات 5،5_11%.
  • ودهون، 1،-4،%
  • وبروتين 5،-1،5%
  • وأحماض عضوية 1%معظمها حامض ستريك
  • فيتامين ج يوجد بمعدل 45 ملجم /100جم من اللب

ويوجد تحت عائلة Rutaceae عديد من الأجناس أهمها ثلاث أجناس هي :-

جنس ( ونسيروس Poncirus )

ويشمل نوع واحد وهو البرتقال ثلاثي الأوراق، ويختلف عن باقي أجناس الموالح في كونه متساقط الأوراق، والورق مركب من ثلاث وريقات، وتستخدم أساسا كأصل للموالح حيث تكتسب الطعوم النامية عليه مقاومة البرودة.

جنس (فورتونيلا Fortunella )

وهو جنس الكمكوات وهى نباتات أشجار أو شجيرات قليلة أو معدومة الأشواك، والأوراق تشبه أوراق اليوسفي البلدي؛ ولو أنها تكون احيانآ مستديرة القمة وسطحها السفلي أخضر باهت بينما العلوي أخضر غامق، وتحتوي الثمرة على 3_5 كرابل بكل كربلة بذرتين والأوراق لها جناح ضيق أو خالي من الأجنحة والأزهار صغيرة مفردة أو في مجاميع والقشرة طعمها حلو، في حين أن اللب مر نوعا ويتبع هذا الجنس نوعان هما:- الكمكوات المستدير و الكمكوات المطاول.

جنس (سيتريا Citrus )

وهو من أهم أجناس الموالح ويشمل عدة أنواع والتي تشمل أغلب الأصناف التجارية

ويشمل هذا الجنس 4 مجموعات هامة هي:-

  • مجموعة البرتقال.
  • مجموعة اليوسفي والنارنج.
  • المجموعة الحمضية.
  • مجموعة الليمون الهندي.

توزيع أنواع الموالح ومناطق زراعة الموالح في جمهورية مصر العربية

للعوامل الجوية تأثير كبير على الثمار، من حيث الشكل و الحجم وكمية العصير واللون وسمك القشرة والطعم، لذلك يجب قبل الشروع في إنشاء بستان بمنطقة ما يجب معرفة ظروفها الجوية من حرارة ورطوبة، حيث أنهما عاملان يؤثران على خصائص الثمار.

بالنسبة للحرارة كلما كان هناك فرق بين درجة حرارة الليل والنهار واضح،  كلما اكتسبت الثمار ألوانها المميزة وصولا لمرحلة الجمع، وكذلك سمك القشرة وشكل الثمرة يتأثران بنسبة الرطوبة الجوية،  ففي الرطوبة المرتفعة تكون الثمار مستديرة أو مبططة، وتكون القشرة رقيقة ملتصقة باللب، وفي الرطوبة المنخفضة تميل الثمار إلى الاستطالة، وتكون قشرتها سميكة وأقل التصاقا باللب.

 

يتم توزيع الأنواع والأصناف على مناطق الجمهورية حسب الظروف الجوية لكل منطقة كالآتي:

منطقة الوجه البحري

البرتقال أبو سره

الليمون المالح

البرتقال البلدي الطُعم

البرتقال الصيفي

اليوسفي البلدي

البرتقال السكري.

منطقة مصر الوسطى

البرتقال البلدي البذرة

الليمون المالح

اليوسفي البلدي

الجريب فروت

منطقة مصر العليا

البرتقال البلدي البذرة

اليوسفي البلدي

الليمون المالح

الجريب فروت

أما بالنسبة للأرض الجديدة خاصة الصحراوية، فإنه يفضل التوسع في زراعة أصناف البرتقال الصيفي (الفالنشيا)، والبرتقال البلدي والليمون المالح واليوسفي البلدي، كما يوصى بعدم زراعة البرتقال أبو سرة في هذه المناطق؛ لحساسيته الشديدة لارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة النسبية.

الظروف البيئية الملائمة لزراعة الموالح

التربة المناسبة لزراعة الموالح

يمكن زراعة الموالح بنجاح في جميع أنواع الأراضي من الرملية إلى الطينية؛ بشرط توفير التغذية والصرف الجيد.

وأفضل أنواع الأراضي للموالح هي الأراضي الصفراء الطميية العميقة جيدة الصرف، ويجب وتجنب زراعة أشجار الموالح في الأراضي التي يقل فيها مستوى الماء الأرضي عن 1،5 م من سطح الأرض في أي وقت من السنة، ويجب أن تكون الأرض خالية قدر الإمكان من الكربونات والبيكربونات والكلوريد والصوديوم، ويؤثر الـ ph للتربة على مدى استفادة الأشجار من العناصر الغذائية الدقيقة، وتتأثر زراعة الموالح عندما يكون الـ ph التربة أقل من 5 أو يزيد عن 8،5 ويجب زراعة الموالح في أراضي متعادلة (ph=7)أو قريبة من التعادل.

المناخ المناسب لـ زراعة الموالح

تعتبر الموالح نباتات استوائية الموطن تأقلمت في مناطق تحت استوائية ومعتدلة دافئة، وتُنتج الموالح في أجواء متباينة بدرجة كبيرة، كما أنها تتحمل درجات الحرارة المنخفضة قد تصل إلى أقل من الصفر المئوي ولكن لفترات قصيرة، وتبدأ أشجار الموالح بصفة عامة نموها بين 10_15ْم ويزداد نمو تلك الأشجار كلما ارتفعت درجة الحرارة عن هذا المعدل فإن النمو يقل تدريجياً حتى يقف عند 50ْم.

تأثير درجة الحرارة المرتفعة على زراعة الموالح

تستطيع أشجار الموالح تحمل درجات الحرارة المرتفعة دون حدوث أضرار جسيمة خصوصاً في حالة زيادة الرطوبة الجوية، فكلما قلت الرطوبة الجوية كلما زاد الضرر الناشيء من ارتفاع درجة الحرارة.

الأضرار الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة في الأعراض التالية :

 

  • احتراق بعض أوراق الأشجار صغيرة السن.
  • تغير أو تشوه في شكل الثمرة كما في حالات الليمون الأضاليا في الصعيد.
  • زيادة نسبة تساقط الأزهار والثمار الصغيرة ابتداء من العقد وحتى تساقط يونيو وبالتالي نقص في المحصول بدرجة كبيرة.
  • ذبول واحتراق الأوراق والثمار والسيقان الغضة.
  • كما أن لفحة الشمس قد تسبب تشقق وجفاف قلف الجذع الرئيسي للأشجار ويقلل هذا الضرر بالطلاء بالجير.

تقليل الأضرار الناتجة عن ارتفاع الحرارة عن طريق التالي:

  • زراعة مصدات رياح خاصة بالجهتين البحرية والقبلية.
  • زراعة بعض المحاصيل المؤقتة بين الأشجار لزيادة نسبة الرطوبة.
  • تضييق مسافة الزراعة بين الأشجار والري على فترات.
  • الزراعة تحت ظلال الأشجار العالية كالنخيل خصوصاً في المناطق الصحراوية.
  • الري على فترات متقاربة كما أن الري بالرش يفيد في زيادة نسبة الرطوبة حول الأشجار.

تأثير البرودة على زراعة الموالح

تتضرر أشجار الموالح ضرر بليغ في حالة انخفاض درجة الحرارة عن الصفر المئوي لفترة طويلة؛ حيث تتجدد أنسجة النمو الخضرية والثمرية وتكون معرضة للهلاك وخصوصاً عند تعرضها لدرجة حرارة تقل عن2.2ْم،  ويختلف الضرر الذي يحدث بانخفاض الحرارة حسب العوامل الآتية:

  • حالة الشجرة

في الأشجار الساكنة أكثر تحملا للبرد من الأشجار النامية، كما أن الضعيفة أقل تحملا من الشجرة القوية.

  • النوع والصنف.
  • سرعة انخفاض درجات الحرارة.
  • طول مدة تعرض الأشجار للحرارة المنخفضة.
  • عمر الأشجار.

أما عن الكيفية التي يحدث بها الضرر عند إنخفاض درجة الحرارة، فهذا يرجع إلى تكوين الثلج أما داخل الخلايا أو خارجها في المسافات البينية، والمعتقد أن هذا الثلج يقتل الخلايا نتيجة التأثير الميكانيكي على البروتوبلازم بأحد الطرق الآتية :

  • إذا تكون الثلج داخل البروتوبلازم فإنه يسبب تقطيع الأغشية البروتوبلازمية فتموت الخلايا.
  • أن انكماش البروتوبلازم بسرعة وبدون انتظام نتيجة سرعة خروج الماء منه لتكوين الثلج في المسافات البينية قد يكون السبب في قتل الخلايا.
  • نتيجة سرعة دخول الماء إلى البروتوبلازم عند ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الماء المتجمد فتكون النتيجة انتفاخ البروتوبلازم بسرعة كبيرة.

وفي المناطق المعرضة لحدوث الصقيع يمكن تجنب ضرر الأشجار بإتباع الآتي :

  • تدفئة البستان باستخدام مواقد بترولية، أو أشعل نار بالحطب.
  • استعمال ماكينات لطرد الهواء البارد.
  • ري الأشجار قبل موجة الصقيع.
  • زراعة مصدات رياح.
  • الاهتمام بالخدمة خاصة التسميد لتزيد من قوة الأشجار.
  • تغطية التربة بالقش أو العشب الجاف.
  • التطعيم على أصول مقاومة للبرودة.

تأثير العوامل الجوية على ثمار الموالح

للعوامل الجوية تأثير كبير على تكوين الثمار من حيث الشكل والحجم واللون وسمك القشرة وكمية العصير والطعم، وستعرض لكل صفة من هذه الصفات على حدا، مع المقارنة بين الثمار الناتجة في ولاية كاليفورنيا حيث الجو المعتدل الذي يشبه إلى حد كبير جو حوض البحر الأبيض المتوسط والثمار الناتجة في ولاية فلوريدا قريبة من الجو الاستوائي حيث الحرارة المرتفعة والرطوبة المرتفعة المشابهة لجو السودان.

1- لون الثمار

يتأثر لون الثمار بمقدار التغير بين درجات الحرارة ليلا ونهاراً، فكلما كان هناك فرق كبير بين درجات الحرارة ليلا ونهاراً، كلما تحسنت ألوان الثمار ويأتي ذلك في المناطق الصحراوية وما حولها، وعلى ذلك نجد أن الحرارة المنخفضة في الشتاء والخريف، لها فائدة كبيرة في اكتمال تكوين ثمار الموالح حيث أنها تساعد على تحلل صبغة الكلوروفيل واختفائها، والتي يظهر تحتها الصبغات الملونة مثل الكاروتين والزانثوفيل، وهى التي يرجع إليها اللون البرتقالي الجذاب في ثمار الموالح كما في ثمار كاليفورنيا، أما في المناطق الحارة مثل فلوريدا والسودان فيظل لون الثمار أخضر بالرغم من نضجها، لعدم تعرضها للبرودة الكافية لتحليل الكلوروفيل، ولذلك يقومون بتلوينها صناعيا في بعض الأحيان، ولارتفاع درجة الحرارة بعض المحاسن فهي تكثر من تكوين الثمار ونضجها وبذلك يمكن تسويقها مبكراً بأسعار مرتفعة.

2- شكل الثمرة

يتأثر شكل الثمرة بكمية الرطوبة الجوية، ففي الرطوبة المرتفعة تكون الثمار المستديرة أو المبططة في حين أنها تميل إلى الاستطالة في الرطوبة المنخفضة.

3- حجم الثمار

يتأثر بكمية الرطوبة والحرارة، فكلما زادت الحرارة والرطوبة كانت الثمار كبيرة في الحجم، لذلك نجد ثمار فلوريدا أكبر من ثمار كاليفورنيا.

4- سمك القشرة

تتأثر بكمية الرطوبة الجوية ففي الرطوبة المرتفعة، تكون القشرة رقيقة ملتصقة باللب، في حين أنه تحت ظروف الرطوبة المنخفضة تكون أكثر سمكا وأقل التصاقا.

5- النكهة

تعتمد النكهة إلى حد كبير على نسبة الحامض والسكر في عصير الثمرة، وهذه المكونات تتأثر بالعوامل الجوية لذلك نجد أن ثمار فلوريدا عصيرية أكثر مع زيادة في كمية السكر وقلة الحامض مما يقلل من نكهتها إذا ما قورنت بثمار كاليفورنيا حيث تكون نسبة السكر معقولة ونسبة الحامض مرتفعة فتعطي الثمار النكهة المقبولة.

وفي النهاية
لا يمكن المبالغة في تقدير مكان جنس الحمضيات بين محاصيل الفاكهة، لأنها تشمل ثمارًا عامةً مثل البرتقال والليمون وفاكهة العنب،ومن الضروري، من وقت لآخر، وضع مقالات حول هذا الموضوع، لكي يزرع في العديد من البلدان التي تزرع فيها هذه الثمار أصناف محسنة وطرقًا أفضل للزراعة والتسويق أثناء تطورها.

Similar Posts

اترك رد