يوم القيامة ….. قصة قصيرة

يوم القيامة ... قصة قصيرة

 

  كانت السماء تمطر بخفه عندما كان إسماعيل يحرث أرضه، رفع رأسه لأعلى وألقى نظرة على السحب التي تجمعت في السماء، ثم قرر أن هناك من الوقت ما يكفى لحرث حوض آخر قبل الغروب؛ وعندما أوشك على الإنتهاء من حرث الحوض تفحص السماء مرة أخرى، كان هناك جدار كثيف تصنعه سحابة رمادية قاتمة، وتحتها كتلة على هيئة قمع طرفه إلى أسفل نحو الأرض؛ فاستبد به الرعب وهو يحدق بناظريه إلى السماء.

 وفجأة أظلمت الدنيا من حوله، اختفت الأشجار بنفس السهولة التي تمتص بها المكنسة الكهربائية ذرات التراب، رمى الفأس على الأرض ثم انطلق يجرى نحو الجسر. نظر خلفه وهو يجرى فرأى السحابة الرهيبة تجرى خلفه، وقد فتحت فمها في نهم.

 أخذ يجرى ويجرى وعندما وصل إلى الجسر ألقى بنفسه وسط كومة من القش والحطب؛ وغطس برأسه إلى أسفل القش. كان هناك صمت غريب ينذر بالشر، ولهث إسماعيل يريد أن يتنفس في الهواء الثقيل تحت كومة القش، كان لا يسمع إلا دقات قلبه، وفجأة دوى شلال عنيف من الأصوات الهادرة.

  تكور حول نفسه وصم أذنيه بينما كانت هناك رياح تزمجر فوق رأسه..لحظات وسكن كل شيء الجدار الأسود الجائع اختفى ومعه الصوت المرعب..رفع إسماعيل رأسه ببطء .. رأى الأشجار التي تقف متراصة على الجسر أُنتزعت من جذورها وترقد في صوره غريبة كأنها أكوام من حشائش متعفنة وجذورها مدلاة في ارتخاء وأخشاب مهشمة.

 نهض إسماعيل مذهولا وحدق حوله في هلع ..لم يبق شيء قائم ..مجرد جبال من الأنقاض والأشجار المحطمة ..تسلق كالمخمور فوق الأنقاض. لقد أخذ الإعصار كل شيء .. فجأة شعر بلطمة عنيفة على بطنه؛ فانتبه مذعورا فوجد جاره المزارع حساني يوقظه من النوم بعد أن نام ساعة القيلولة أكثر من اللازم.

Similar Posts

اترك رد