إقرار أمة الحيوان بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

 

جميع الكائنات المشاهدة المحسوسة من حيوان ونبات وجماد تؤمن بنوة محمد صلى الله عليه وسلم إيمانا تقريريا بلسان المقال لا بلسان الحال فقط، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم “إنه ليس من شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس”.

(حديث صحيح أخرجه البيهقي في الدلائل 6/22وابن ماجة 339 والحاكم 2/617 وقال هذا حديث صحيح الإسناد وقال الذهبي صحيح) إقرارا سمعه أصحابه رضي الله عنهم ونقلوه لنا.

وفي هذه السلسلة إن شاء الله تعالى نستعرض إقرار أمة الحيوان والنبات والجماد بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

الجمل يسجد للنبي صلى الله عليه وسلم توقيرا له

في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إنه ليس من شيء بين السماء والأرض إلا ليعلم أنى رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس” ومناسبة هذا الحديث أنه كان هناك جمل استعصى على الناس وكان موجودا في حائط أو بستان وكان كل من اقترب منه يشد عليه هذا الجمل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إليه فأتى الجمل بين يديه ووضع أنفه على التراب أمام النبي صلى الله عليه وسلم وسكن لأنه عرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم، فتعجب الصحابة فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنه ليس من شيء بين السماء والأرض إلا ليعلم أنى رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس”.

( حديث صحيح أخرجه البيهقي في الدلائل 6/22 وابن ماجة339 والحاكم2/617 وقال هذا حديث صحيح الإسناد وقال الذهبي صحيح).

وفى رواية عن أنس قال: “كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه، وإنه استصعب علينا ومنعنا وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب (الكلب المفترس) وإنا نخاف عليك صولته فقال ليس علي منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك وفى رواية ” يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك”.

 (حديث حسن رواه أحمد 6/76 وابن ماجة 1852)

وفى رواية قال صلى الله عليه وسلم لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها”.

( حديث صحيح أخرجه أحمد 3/159 ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/149 وقال إسناده جيد)

الذئب يتكلم ويشهد برسالة النبي صلى الله عليه وسلم

ففي الحديث عن أبى سعيد الخدري قال عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه فقال ألا تتقى الله تنزع مني رزقا ساقه الله إلي؟ فقال يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس! فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي أخبرهم فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ،ويكلم الرجل عذبة سوطه ،وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدثه أهله بعده ” وجاء هذا الحديث في مسند أحمد مع تغير بعض الألفاظ وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ».

( أخرجه أحمد في مسنده )

ويجب على المسلم أن يؤمن بذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أخبرنا عن ذلك وكلامه حق وصدق وهو لا ينطق عن الهوى ﴿إنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 4]

وكم من الأمور الغيبية التي أخبرنا عنها وجاءت الأيام وأظهرت صدق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم. ويجب أن نعلم أن تكليم السباع للإنسان سيكون حقيقي وليس مجازي حيث حديث الراعي مع الذئب يبين أن الكلام كان حقيقياً وأن هذه الأمور ستحدث قرب قيام الساعة ووقتها تتغير نواميس الكون والله على كل شيء قدير.

الضب يشهد برسالة النبي صلى الله عليه وسلم

في الحديث عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه فذهب به إلى رحله فرأى جماعة فقال على من هذه الجماعة فقالوا على هذا الذي يزعم أنه نبي فشق الناس ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك ولولا أن تسميني العرب عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الناس أجمعين فقال له رسول الله أو ما تؤمن بي يا أعرابي فطرح الأعرابي الضب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال حتى يؤمن بك هذا الضب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ضب فتكلم الضب بلسان عربي مبين فقال من تعبد يا ضب؟ فقال الذي في السماء عرشه وفى الأرض سلطانه وفى البحر سبيله وفى الجنة رحمته وفى النار عذابه، فقال من أنا؟ فقال أنت رسول الله قد أفلح من آمن بك وخاب من كذبك فقال الأعرابي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله “.

( رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/292 والطبراني في الأوسط 6173 وأبو نعيم 266)

 

الأسد يرحب بمولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخطأ الجيش بأرض الروم، فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد وله بصبصة (يعنى يحرك ذيله وكأنه يرحب به” حتى قام إلى جنبه وكلما سمع صوتا أهوى إليه “أي أهوى إليه الأسد كي يحميه من أي ضرر يقع به في الطريق” ثم أقبل يمشى إلى جنبه حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد “.

 (حديث صحيح مشكاة النبوة 5949 البيهقي في دلائل النبوة 2295)

وفى رواية أن سفينة ركب البحر فانكسرت بهم السفينة فركب لوحا منها حتى دخل جزيرة في البحر فوجد فيها الأسد فقال يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب منكبي “كأنه يرحب به” وجعل يحاذيني حتى أقامني على الطريق ثم همهم ساعة فرأيت أنه يودعني.

(أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية جـ6/162 والحاكم في مستدركه 4204)

 

الوحش يوقر رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم “أي سكن ولم يتحرك” مادام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه”.

( حديث صحيح أخرجه أحمد 6/113 وذكره الهيثمى في مجمع الزوائد 9/3 وقال ابن كثير في البداية والنهاية جـ6/162 هذا الإسناد على شرط الصحيح)

قال الطحاوي وقد كانوا يأوون الوحش ويتخذونها ويغلقون دونها الأبواب. وقال السندي “وحش” أي حيوان وحشي ولعله كان قبل تحريم المدينة وكان قد صيد في الحال. والشاهد أن الوحش كان يوقر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 الغزالة تخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفي بعهدها له

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط ، فقالت : يا رسول الله إني أُخذت ولي خِشفان ” الولد الصغير” فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين صاحب هذه؟ فقال القوم نحن يا رسول الله قال خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما وترجع إليكم فقالوا من لنا بذلك؟ قال أنا فأطلقوها، فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم، فأوثقوها فمر بهم صلى الله عليه وسلم فقال أين صاحب هذه؟ فقالوا هذا يا رسول الله فقال تبيعونها؟ فقالوا هي لك يا رسول الله، فقال خلو عنها فأطلقوها فذهبت”

(المعجم الأوسط للطبراني 12/ 283 حديث 5705)

فنُطقها آية من نبوته ! فالغزالة أنطقها الله لتخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وهى تعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم!!

 

Similar Posts

اترك رد