العلاجات المناعية لسرطان الرأس والرقبة

العلاج المناعي لسرطان الرأس والرقبة

 

يعتبر سرطان الخلايا الحرشفية من أكثر أنواع السرطانات انتشارا حيث يأتي في المرتبة السادسة من حيث الانتشار، أما من حيث الخطورة فإن الموتى به يصل من 1-2 % من جملة الموتى بالسرطان، ومن أكثر المشاكل العلاجية التي تواجه المصابين به هي إمكانية انتقاله إلى أجزاء الجسم الأخرى، وكذلك ارتداده مرة أخرى إلى المصابين به لعدم الاستجابة للعلاجات الكيميائية المعتادة، مما يؤدي إلى تضاؤل فرص النجاة منه، مما حدا بالباحثين إلى البحث عن أدوية جديدة، وبالفعل فقد توصلوا إلى طريقة جديدة لعلاج هذا المرض الفتاك، وكان هذا العلاج بارقة أمل خصوصا للذين أصيبوا بهذا المرض ولم يستجيبوا لطرق العلاج التقليدية، وهو العلاج المناعي لسرطانات الرأس والرقبة، ويشمل العلاج صورة من صور العلاجات الحديثة، ومما يميزه أنه أمن تماما، ويقلل في زمن التماثل للشفاء، وهو ما تم استخلاصه من الدراسات التي أجريت عليه حتى الآن، وقبل أن نسرد كيف تقوم هذه الأدوية العلاجية بعملها لابد أولا أن نعلم:-

ما هو سرطان الرأس والرقبة

الخلايا الحرشفية

هي مجموعة الخلايا الجلدية المسطحة والتي تغطي سطح الجلد وقنوات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، وبعض الأعضاء الأخرى بالجسم وفيما يلي بعض الأعضاء التي يمكن أن تصاب بسرطان الخلايا الحرشفية.

  • الرأس والرقبة
  • الجلد
  • عنق الرحم
  • المهبل
  • الرئة
  • فتحة الشرج

الورم الخبيث

على عكس الأورام الحميدة التي تعتبر غير سرطانية، تأتي الأورام الخبيثة التي هي عبارة عن مجموعة من الخلايا السرطانية التي تنمو بشكل غير متحكم فيه من الجسم، والتي من الممكن أن تقوم بغزو باقي الأنسجة، وهذه الأورام تستدعي العلاج العاجل أما بالعلاجات الكيميائية المعتادة أو العلاجات المناعية الحديثة؛ وذلك لضررها الشديد على الصحة والذي ربما يؤدي للوفاة.

أين يقع سرطان الرأس والرقبة ؟

أن إطلاق كلمة سرطان الرأس والرقبة يعتبر تعبير مربك؛ نظرا لأنه يغطي مساحة كبيرة من الجسم، ولكن المعنى الدقيق لتشخيص حالة الإصابة بسرطان الرأس والرقبة يتمثل في الإصابة بالسرطان في الأماكن التالية.

  • الشفة والفم
  • أخر الفم والحلق
  • الجزء السفلي من الحلق وخلف صندوق الصوت
  • الجزء العلوي من الحلق وخلف الأذن
  • صندوق الصوت

أسباب سرطان الرأس والرقبة

في الماضي ارتبط ظهور سرطان الرأس والرقبة باستخدام التبغ والكحول ،ولكن في أخر عشر سنوات انتشر بعض أنواع سرطان الرأس والرقبة؛ بسبب العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري، والذي قد يؤدي للإصابة بسرطان عنق الرحم، وسرطان فتحة الشرج، وقد أصبحت العدوى بهذا الفيروس شائعة، ولكن نسبة بسيطة ممن أصيبوا بهذا الفيروس تطورت إصابتهم إلى إصابة بسرطان الرأس والرقبة؛ وذلك لفشل الجهاز المناعي لديهم في مهاجمة الفيروس والقضاء عليه، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرأس والرقبة؛ نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري بالمقارنة بانخفاض معدلات الإصابة بالمرض نتيجة التعرض للتبغ والكحول، ويشك الخبراء في أن هذا راجع إلى التغير في الممارسات الجنسية مثل الجنس الفموي الذي أصبح منتشرا في بعض المجتمعات وغيرها من العلاقات الجنسية الضارة، والان يوجد اهتمام محدد بكيفية علاج سرطان الرأس والرقبة الناتجة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

نقاط الفحص المناعية

هي مجموعة من البروتينات الموجودة على خلايا مناعية في الجهاز المناعي للجسم، هذه الخلايا تشبه في مهامها مهام رجل الشرطة؛ حيث تتجول في الجسم تبحث عن الخلايا السرطانية أو الأجسام الغريبة، مثل البكتيريا، والفيروسات، ومن ثم تبدأ الهجوم على هذه الخلايا، وتميز هذه الخلايا الخلايا السليمة عن طريق بروتين على الخلايا المناعية، تميز بها الخلايا السليمة من السرطانية، ولكن للأسف فإن الخلايا السرطانية تكون بروتينات مشابهة لتلك التي توجد على الخلايا المناعية، مما يمكنها من النجاة من الهجوم عليها بواسطة الجهاز المناعي للجسم، وقد اكتشف الباحثون أنه يمكنهم منع تكوين هذا البروتين على الخلايا السرطانية وبالتالي يسهل على الجسم مهاجمتها، وهذا هو محل عمل العلاجات المناعية التي تقوم بمنع تكوين هذه البروتينات (مثبطات خلايا الفحص المناعية ).

العلاج المناعي لسرطان الرأس والرقبة

يوجد نوعين من العلاج المناعي تم تسجيلهم في منظمة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2016 لعلاج سرطان الرأس والرقبة المتنقل الذي انتقل إلى أعضاء أخري، والثاني للذين ارتد عليهم أو لم يستجيبوا للعلاج الكيميائي وهما ( pembrolizumab,nivolumab ).

عقار بمبروليزوماب ( Pembrolizumab )

الدراسات الأولية على هذا العقار أثبتت أنه امن في الاستخدام، وانه نجح في تقليص الخلايا السرطانية لدى المرضى، وقد أجريت دراسة على 171 شخص مصاب بمرض سرطان الرأس والرقبة الذين تطور لديهم المرض بالرغم من العلاجات الكيميائية التقليدية؛ حيث تم حقنهم بجرعة من العقار كل 3 أسابيع، وكانت معدلات الاستجابة الكلية للعقار 16 %وقد استغرق العلاج مدة 8 أشهر، والاستجابة هنا تتمثل في انحسار السرطان أو اختفاء المرض تماما، وبالنسبة للآثار الجانبية فقد أظهرت النتائج أن 64% ممن تناولوا العقار قد ظهرت عليهم بعض الأعراض الجانبية والمعاكسة وان 15 % قد ظهرت عليهم أعراض جانبية حادة تتمثل في :

  • الإرهاق
  • اختلال في وظيفة الغدة الدرقية سواء زيادة إفرازها أو نقصه
  • شعور بالدوخة
  • ارتفاع انزيمات الكبد
  • الإسهال

وفي المجمل فان التأثير المعاكس أو الجانبي الأهم يتمثل في اختلال وظيفة الغدة الدرقية والالتهاب الرئوي.

عقار نيفولوماب(  Nivolumab 

تمت الدراسة على 350 شخص من المصابين بالمرض والذين ازدادت حالتهم سوء بالرغم من العلاج الكيميائي التقليدي لمدة 6 أشهر، تم حقنهم بالعقار حقن وريدي كل أسبوعين واستغرق الشفاء مدة 7 أشهر ونصف ومعدل الشفاء السنوي 36%، وظهرت الأعراض المعاكسة الحادة على 13%، وتتمثل في الإرهاق والغثيان والطفح الجلدي وفقدان الشهية وظهرت الآثار الجانبية على الغدة الدرقية على 7.5%من المجموعة وظهر الالتهاب الرئوي على 2%من الخاضعين للدراسة.

نصائح للحد من خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة

1-التوقف عن التدخين

تدخين السجائر أو السيجاروما شابه؛ مضغ التبغ واستخدام السعوط هي أكبر عوامل الخطر لسرطان الرأس والرقبة، 85% من سرطان الرأس والرقبة مرتبط بتعاطي التبغ !!

2-التوقف عن شرب الكحوليات

يزيد استخدام الكحول من خطر الإصابة بالسرطان في الفم والبلعوم والحنجرة والمريء، عند استخدامه مع التبغ، يزيد الكحول من هذا الخطر أكثر، يجب تجنب تعاطي الكحول الكثيف أو المتكرر.

3- الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

أصبح فيروس الورم الحليمي البشري عامل خطر شائع بشكل متزايد لبعض أنواع سرطان الرأس والرقبة، ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري في أغلب الأحيان من شخص إلى آخر أثناء النشاط الجنسي، هناك أنواع مختلفة، أو سلالات، من فيروس الورم الحليمي البشري، وترتبط بعض السلالات بقوة أكبر مع أنواع معينة من السرطان، تحمي لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري ضد سلالات معينة من الفيروس، تحدث إلى طبيبك لمعرفة المزيد واعرف سبب كون هذا اللقاح جزءًا هامًا من العلاج الوقائي.

4- العناية الجيدة بصحة الفم والأسنان

العناية بالفم والأسنان يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة. إن تنظيف الأسنان بالفرشاة العادية ، الخيط و غسل الفم كلها جزء لا يتجزأ من الحفاظ على صحة الفم.

5- تناول غذاء صحي متوازن

يمكن لنظام غذائي منخفض في الفيتامينات A و B أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق. لذلك، من المهم تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات للحفاظ على صحة الجسم وجهاز المناعة قويًا.

 

Similar Posts

اترك رد